08‏/05‏/2010

رسائل

إلى صديقة تكتب على مهل

حين طلبتِ أن تشربي القهوة برفقتي بدعوى أنك تحتاجين لرجل يأخذك لملامح النص الجديد لم أكن أعرف أن اختفاءك سيستمر إلى هذا الحد. هل كتبتِ قصيدة؟

إلى أغنية

من عاداتي في لحن أن يتحول جسدي المرن كله إلى أذنين، لكن الغريب يا صديقة أن لسماعك رائحة قديمة، وقدميّ العاريتين تتحولان في سماعك لحذاء مقاتل.

إلى رصاصة

كنتُ أنتظر رسائلك بتمزّق شهي، ولا إرادياً كنت أفكر في أن أقول لكِ أحبك رداً على أي شيء يصلني منك، ليتني قلتُ: كم اخترقني إسمك، وليت أحداً يخبرك: كم يجزئني غيابك.

إلى أنثى اسمها حياة

وجهك العصّي على المكوث في الذهن طويلاً لا يشبهك، وكل الجهات التي أعرفها أنتِ خامسها، وهذا الشيء الذي بيني وبينك ولا أعرفه، أخبريه أن يتنحى، وأن يقترب مني لأسميه.

إلى لفافة تبغ

دائريتك الناعمة تشتت الفوضى في كف يدي، وخصرك الأبيض يداوي قلق أصابعي. والأولاد يلعبون بفمي ويقولون عنه نافخُ كير وأمي تقول: أنتَ واهم. وأنتِ، ما رأيك؟

إلى أمٍ لم تلدني

نامي برفق في الأبد وانظري لطفلك المدلل كيف يتجزأ ويوزعه الرفاق في صدورهم وعلى سريرك، ولا تخافي عليه، يتسع دائماً جسدي المؤقت أن ننام فيه معاً.

إلى طبيعة

كلما نضجت أفكارنا عن الموت الذي معناه الحياة كلما اقتربنا من النهاية، كلما تماهينا أكثر بين كينونتنا وعدمها كلما غرقنا في الموت أو في الحياة، ويتداخل المعنيان. على الأرجح نحن البشر نغرق في اللاشيء أو في الكون، ولا فرق.

إلى ليلة عيد خالي منه

يوقظنا باكراً وسوية في ذهاب إلى المسجد، يتأخر قليلاً في عودته، ننتظره و “العيدية” بجشع طفولي، يكره تأخر اخوتي في تلميع وجوههم، ويخرج، يصل البيت مغرباً، يوزّع علينا ما اكتنزته جيوبه من حلوى ويحدثنا عن نهارٍ جميل وينام. من سيقوم بهذه المهمة غدا؟

إلى لوحة

هذا الإمتلاء الذي يؤثث صدري وقتَ أن أراكِ يذكرني بفراغ قفصي الصدري من حضن أبدي، ولا أعرف كيف تنتفي غيرتي من جدار تستندين إليه. ألا يحتويكِ وعائي؟

إلى صديقة كثيرة

أخبرتك أنني أغرق في كلامك قبل أن أحفظ موقع الشامة في وجهك إن وُجدت. هل يؤذيك أن أمارس معك اللغة قبل أن أحبك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق