غزة- نوى:
"موطني موطني، الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ، في رُباكْ في رُباكْ، والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ، في هواك، في هواك" خلف هذه الكلمات توحدّ العالم، وشارك الفلسطينيين في اماكن عديدة وفي الوطن والشتات ترديدها.
في مركز القطان للطفل بمدينة غزة غنى العشرات من الشباب والأطفال، موشحين بالكوفية، نشيد" موطني" وسط حماس شديد ومشاعر حب ووطنية موحدة، يقول الناشط الشاب عاصف درويش الذي شارك في الفعالية" غنينا جميعا موطني، بصوت واحد، كان شعور رائع، عندما نغني كلنا للوطن، وفي نفس الدقيقة مع جميع المدن في فلسطين وفي العالم العربي، تحت راية علم فلسطين".
"#لنغني_موطني_معا" مبادرة أطلقها الدكتور إياد المسروجي وشقيقتاه ربى وريم المسروجي مع ناشطين فلسطينيين من مدينة رام الله كنوع من المقاومة الفلسطينية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وبالتزامن مع التظاهرات التي يقودها الشبان والفتيات ضد الهجمات الشرسة للمستوطنين والجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة".
نشيد "موطني" قصيدة وطنية كتبها للشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان، ولحّنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل في العام 1934.وأصبح النشيد الرسمي لفلسطين منذ ذلك الوقت، حتى تم اعتماد نشيد "فدائي" في الستينات إبان بداية الثورة الفلسطينية.
وقالت منسقة الحملة ربى المسروجي في أحاديث إعلامية "أحيانا لا يفهم العالم الصور التي تُظهر بطش الاحتلال, لذلك وجدنا أن اللغة الوحيدة التي توحدنا وتنقل رسالتنا هي الغناء". وتذكر ربى بأن استونياتحررت عبر الغناء الموحد, قائلة إن الشعب الإستوني غنى وغنى حتى وصل للتحرير والاستقلالية.
في الفضاء الافتراضي، أطلق القائمون على المبادرة صفحة تحمل اسم الحملة على موقع فيسبوك، وذلك على شكل دعوة شعبية للفلسطينيين ومناصريهم لغناء نشيد "موطني" يوم السبت عند الساعة السابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة (الرابعة بتوقيت غرينتش).
شارك درويش الحملة التي علم عنها عبر الفيسبوك حيث وجهت له دعوة من احد الأصدقاء بالمشاركة، يقول:" هي دعوة للتضامن مع الشعب الفلسطيني لنيل حريته و حقوقه، وذلك بإجراء نشاطات تتضمن غناء نشيد موطني بمجموعات في كافة أنحاء العالم و تصويرها و مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي".
يضيف:" نعبر كشعب فلسطيني بصوت واحد عن رفضنا للظلم وأننا شعب واحد في القدس والضفة وقطاع غزة وفي أراضي عام 48 وفي الشتات ونطالب بحقوقنا وحريتنا".
وتصف تغريد العمور مشاركتها في النشيد الجماعي في مركز القطان" بشعور القشعريرة أن تتشارك والفلسطينيون في كل مكان الغناء، في رسالة وحدة الوطن ووحدة الإنسانية".
منى اشتية الناشطة في الحملة ومنسقتها في سلفيت تقول:" الشعب كل يوم يثبت انه يتوحد برسالته و بمقاومته بغض النظر عن كل شي كان سبب للخلاف سابقا، وهذا أجمل شي بالفترة الحالية"، تضيف" فعالية موطني اليوم تعلن التوحد بصوت عالي لنغنى للوطن ولا شيء لغير الوطن".
ويعد مثل هذه الحملات أسلوب جديد لتعبير الفلسطينيين عن قضيتهم ولفت أنظار العالم إليها، للتضامن معهم في كل أماكن تواجده، مستغلين أدوات التواصل الاجتماعي الجديدة في الحشد والتعبئة لها".
وانطلقت المبادرة في 23 تشرين أول 2015. ولاقت ترحيبا واسعاً في أنحاء العالم شتى، حتى إن الدعوات للمشاركة قاربت الـ 50 ألفا على صفحات الفيسبوك".
وفي حزيران الماضي أعلن عن حملة لحماية التراث الفلسطيني وانطلقت من مدينة رام الله وغزة والأردن لجعل تاريخ 25 حزيران يوليو يوما للتراث الفلسطيني.
تقول اشتيه:" الهدف يكون في رسالة من كل الفلسطينيين بكل مكان داخل فلسطين و خارجها للعالم انه إحنا شعب بنحب السلام، وعليه أن يتضامن معنا لنيل حقوقنا ومطالبنا".
وحين علمت اشتيه عن الحملة، عبر الفيسبوك تواصلت من المنظمين، وعرضت أن تنسق للحملة لنقلها إلى مكان سكنها بسلفيت. وتجمع العشرات بالأمس بنفس التوقيت في "سارية العلم" وسط سلفيت وغنوا موطني، تحت راية علم فلسطين".
وأمام دوار الساعة وسط مدينة رام الله احتشد العشرات في تمام السابعة وغنوا موطني متشحين بالكوفية ".
رغم انه منذ عام 1972 تقرر" فدائي" نشيدا وطنيا رسميا للفلسطينيين، بقرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم في إطار السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 2005 بقرار من مجلس الوزراء للسلطة بعدما اشترطت إسرائيل عدم استخدام نشيد موطني للجلوس في مفاوضات مع الفلسطينيين. إلا أنه لايزال قطاع واسع من الشعب الفلسطينين يتقنون ترديد نشيد "موطني" الشهير، ويتم تعليمه بأغلبية المدارس الابتدائية والثانوية للطلاب والطالبات.
تقول ربى عن سبب اختيارها موطني" إن كلمات النشيد تتكلم بلسان حال الفلسطينيين والعرب اليوم, فهي تعبر عن جمال الوطن وشوق فلسطين للحرية والمواطن العربي للوحدة." والحياةُ والنجاةُ...والهناءُ والرجاءُ... في هواك.... في هواك... هل أراكْ....هل أراكْ؟"
كما تنطق كلمات النشيد بحنين للوطن وتصميم على الانتصار والبناء.
"الشبابُ لن يكلَّ... همُّه أن تستقلَّ أو يبيدْ، نستقي من الـردى... ولن نكون للعدى... كالعبيد كالعبيد... لا نريدْ...لا نريدْ .... ذلَّنا المؤبَّدا...وعيشَنا المنكَّدا ...لا نريدْ ...بل نُعيدْ.. مجدَنا التليدْ مجدَنا التليدْ".
امتلأت صفحة الحملة فيديوهات كثيرة لأطفال ينشدون "موطني" من منازلهم مع أشقائهم وأصدقائهم من شتى أنحاء العالم. وفي السفارات الفلسطينية في مصر وشارك الفنان الفلسطيني محمد عساف في الفعالية وأرسل فيديو مصور يغني فيه موطني.
وفي الاراضي المحتلة الفلسطينية الـ48، وفي القدس، وتفاعلت الجاليات الفلسطينية في الشتات في الفعالية.
كتب البعض أن" قد لا يغير الغناء الوضع القائم، ولكن أن نغني معاً قد يغير الواقع،
أن نوحد أصواتنا قد يغير الواقع، أن نضع أيدينا معاً حتما سيغير الواقع. #لنغني_موطني_معاً"